بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد
تجنب الترف والخيلاء في الإنفاق:
تحرم الشريعة الإسلامية النفقات الترفيهية بصفة قطعية؛ لأنها تؤدي إلى الفساد والهلاك، وهذا التحريم يسري على الفرد في ماله، وعلى الحاكم في الأموال العامة، وأصل هذا من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " [الإسراء: 16].
والسنة النبوية حافلة بالأحاديث التي تحذر الناس من حياة الترف وإنفاق المال في الملذات المحرمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلْ ما شئت، والْبَسْ ما شئت، ما أخطأتك خِصْلتان سَرَفٌ ومَخْيِلَة" [البخاري].
أما في واقعنا الآن فقد أصبح الترف والمظهر هو الأساس حتى اعتاده الناس وظنوا أنه العرف والمعتاد، فتهتم المرأة عند إعداد الولائم بالمُحَمَّر والمشوي والمكسرات والعصائر وربما هي على يقين تام أن زوجها قد اقترض مالاً من غيره لذلك.
بل والأدهى والأمرّ أن هناك الكثير من شركات القطاع العام والخاص تنفق الأموال الكثيرة في المظاهر الكذابة، وربما تكون هذه الشركات خاسرة وعليها ديون أثقل من الصخور.. كما أن الكثير من الحكومات تنفق آلاف الملايين في مظاهر الاستقبال والحفلات واستئجار من يصفقون ويهتفون، وهي تئن تحت ثقل الديون؛ ولذلك يجب على المسلم سواء كان حاكمًا أم محكومًا أن يبعد عن كل سبل الترف حتى لا يكون ذلك إحباطًا لعمله وخسرانًا له في الدنيا والآخرة.